قديما قالو


lundi 14 février 2011

العنف الأسري




العنف الأسري ظاهرة اجتماعية لا يسلم منها أي مجتمع على مر التاريخ (قابيل قتل هابيل) ذلك الصراع بين الأحياء على موارد الحياة ومتطلباتها يخلق الجو الخانق، ولا يسلم من هذا المأخذ أي مجتمع أو أسرة، لأن اختلاف وجهات النظر من طبيعة البشر.
























الأسرة هي أساس المجتمع ومصدر قوته وتفوقه وفي الحقيقة إن العنف الأسري أكثر فتكًا بالمجتمعات من الحروب والأوبئة الصحية لأنه ينخر أساس المجتمع فيهده أو يضعفه.
فنلاحظ في الآونة الأخيرة مظاهر شتى من العنف عامة والأسري خاصة، مثلًا طالب يقتل زملاءه، أب يقتل أفراد أسرته، أم تقتل أطفالها، ولد يقتل والديه.
ولسلامة الأسرة من التفكك والانهيار بسبب هذا العنف يجب تقصي أسباب هذا العنف والعمل على علاجه أو التقليل من هذه الظاهرة.
ويمكن أن نوجز أسباب العنف الأسري وعلاجه في عدة نقاط:
* الجهل بشرع الله في التعامل مع الآخرين ونسيان العقاب الإلهي:
أو الجهل بالتربية الإسلامية وأن هذا الجهل يشمل الجهل بما دعا إليه الإسلام من الأمر بحسن التعامل مع الزوجة واحترامها وكذا الأمر بحسن تربية الأبناء، وأن هذه الأسرة من الرعية التي أمر الإسلام الزوج بالاهتمام بها وإحاطتها بنصحه والمحافظة عليها لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ) إن الله سائل كل راعٍ عمن استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه (. وأن الإسلام يحرم التعدي على الزوجة أو الأبناء بالضرب المبرح أو التعذيب، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ) خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي (.
وأن التربية الإسلامية تقتضي للأطفال محبتهم وتعليمهم وتقبيلهم.. وكان هذا هو ما يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم -: )وقد جاء رجل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبل الحسن أو الحسين فاستغرب ذلك الرجل، وقال: أتقبلون صبيانكم؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعم، قال الرجل: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحدًا. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: أَوَأَمْلِكُ لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟ من لا يَرحم لا يُرحم (.
* الوقوع في المعاصي والمنكرات وقلة الذكر:
يقول أحد السلف: "والله إني لأعرف إذا عصيت الله في سوء خلق زوجتي ودابتي".
فإذا وقع الوالدان في المعاصي لا يجيدون تربية أبنائهم التربية الجيدة، وقلة ذكر الله، فالشيطان هو العدو الأول الذي يبث جنوده، وأفضلهم وأقربهم منزلة من يوقع العداوة والطلاق بين الزوجين وقد ثبت في الحديث الصحيح: ) أن الشيطان يجري في بني آدم مجرى الدم (، فإذا ذكر الله خنس، وكم إنسان قليل ذكره والشيطان قد جرى فيه واستشرى به، لذا تراه دائمًا غاضبًا لا يقبل عذرًا ويعيش في قلق واضطراب مما يؤثر على تربيته للأبناء، وكذلك الآباء الذين يتعاطون المنكرات مثل المخدرات لا يستطيع التربية ويلجأ دائما إلى العنف في التربية، وهنا يجب على الوالدين الرجوع إلى الله والبعد عن المعاصي والمنكرات لكي تنشأ أبناؤهم تنشئة سليمة خالية من العنف.
* عدم استشعار أن التربية تحتاج إلى صبر وحنكة وابتهال لله ودعاء:
قال - صلى الله عليه وسلم - عند البخاري في الأدب المفرد: ) الأدب من الآباء والصلاح من الله (، فعليك بذل ما في وسعك، واستفد واقرأ في التربية واصبر واستعن بالله ولا تعجز أو تكسل واعلم أنك على أجر وصبر.
* دور الألعاب الإلكترونية وأفلام العنف:
 (Positive parenting role models indicate that in the best interest of our children we should limit their exposure to violent acts.)
فقد أكدت الدراسات أن 60% من الأفلام الإلكترونية هي بمثابة دعم للعنف، كل ما يرى أو يسمع الأطفال في وسائل الإعلام في وقت مبكر من حياتهم تؤثر عليهم بطريقة أو بأخرى. يجب أن يعلم الوالدان أن مصلحة أطفالنا تجب في الحد من تعرضهم لأعمال العنف ويتمثل ذلك في مشاهدة أفلام العنف والألعاب الإلكترونية.
* سوء الأخلاق:
وهذا داء بدأ ينتشر عند البعض فأصبح البعض لا يتحمل الخطأ من أي إنسان ولا يقبل عذرًا، ومن شرار الناس من يخشى شره، والمصيبة أن البعض يمارس هذا الأمر في بيته، بينما في الخارج قد يكون صورة أخرى في حسن الأخلاق وهذا هو التناقض والازدواجية، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: ) خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي (، فأين هذه الخيرية في بيوتنا، فكم نحن بحاجة لها، وكم من امرأة تفقد هذه الخيرية، وكم ابن أصبح ضحية الانحراف لما فقد هذه الخيرية، قصص مبكية ومدمية لآباء وأمهات أهملوا وفرطوا وتعدوا وتجاوزا فخرج لنا جيل لا يعرف القيم والحياء، فهو بهذا آثم ولا شك، وهو شريك في الجريمة يقول الله عز وجل: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ (سورة الأنفال آية: 28). فيجب على الوالدين التعامل مع الأبناء بحسن خلق والاقتداء بسيد البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام في خلقه مع أهل بيته.
* وكذلك يكون العنف سلوك مكتسب يتعلمه الفرد خلال أطوار التنشئة الاجتماعية:
فالأفراد الذين يكونون ضحية له في صغرهم يمارسونه على أفراد أسرهم في المستقبل. فيجب على المربي تزيين السلوك الحسن للأولاد وتوجيه أنظارهم بالوسائل المتاحة لديها إلى حسن انتهاج ذلك السلوك، ونتائج ذلك السلوك وآثاره عليهم في الدنيا، وفيالآخرة.
وبعد أن تعرفنا على بعض أسباب العنف الأسري وعلاجها نرى أن اجتثاث هذا العنف من المجتمع بات مستحيلًا، لأنه ينمو بنمو المجتمع ويتسع باتساعه ويتفاعل بتفاعل العوامل المؤثرة فيه. إلا أننا ندعو عسى الله أن ينهي هذه الظاهرة من مجتمعنا، وجميع المجتمعات الإسلامية، ومن الأرض كلها إنه رءوف بعباده.



وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛؛ 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Membres