قديما قالو


لاخير في من ليس به خير لاهله








القليل من الأزواج يوفق للإصلاح بين أمه وزوجته ، والعمل دون نشوء خلافات بينهما تعكر عليه صفوة سعادته وسروره بين أهله وأقاربه ، وكثيراً ما يميل الزوج إلى زوجته فينسى حق أمه التي حملت وأرضعت وسهرت وربت ، وأحيانا ينساق الزوج مع أمه في معصية الله فيظلم زوجته التي هي أم أولاده ومهبط فؤاده ، والسعيد من وفقه الله للتوفيق بينهما ، فيقوم ببر والدته ولا ينسى حق زوجته ويعطي كل ذي حق حقه .

ولكي تكون قادراً على حل مثل هذه الخلافات لا بد أن تعرف أسباب حدوثها والتي من أبرزها :- 
الغيرة التي هي من طبيعة المرأة سواء كانت أماً أم أختاً أم زوجة ؛ بالإضافة إلى عدم معرفة الكثير من الزوجات – ولا سيما إن كن حديثات عهد بالزواج  – بطبيعة علاقتهن بأمهات أزواجهن من ناحية ، وعدم اهتمامهن أو جهلهن بكيفية كسب ود أهل الزوج ونيل حبهم واحترامهم من ناحية أخرى كما أن هناك أسبابا تتعلق بشخصية الزوج كضعف شخصيته وقلة حكمته في تصريف أمور الأسرة ؛ ولذا عليه أن تحدد الأسباب التي كانت وراء هذه الخلافات وتسعى إلى علاجها .
وأرى أن يبدأ الزوج بمعالجة الغيرة ، فيذكر زوجته بالله عز وجل وأن حق أمه أعظم من حقها عليه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ) رواه البخاري .
ولذا ينبغي أن تكون عونا له على برها والإحسان إليها ، كما أن سعادته مرهونة بسعادة أمه وهل هو إلا بضعة منها ، وفي المقابل ينصح أمه ويخبرها أن حقها عليه لا يلغي حق زوجته في حسن عشرتها والرفق بها وإكرامها لقوله صلى الله عليه وسلم ((ولزوجك عليك حق)) وينبغي أن يحذر كل عمل يثير غيرتهن ، كأن يشتري لزوجته لباسا أو غيره دون أن يشتري لوالدتك .
ثم لا بد من حث الزوجة على القيام بوسائل عديدة تكسب ود والدته ومن أهمها : الملاطفة وخفض الجناح ؛ وذلك بالحديث معها وسؤالها عن أمور البيت واستشارتها في ( بعض ) أعمالها وشئونها لكي تشعر والدته بمنزلتها في قلب زوجته وأنها بمثابة أمها ، والكثير من الزوجات – للأسف – لا يراعين هذا الأمر المهم فتنعزل الواحدة منهن عن أم زوجها وتستقل في أعمالها وكأنه لا يوجد في البيت أحد غيرها ، فتشعر أم الزوج أن زوجة ابنها لا تريدها ولا تحترمها ومن هنا تبدأ النفرة والبغضاء وعندئذ تنشأ المشكلات . وقد تبتلى الزوجة بأم زوج تريد أن تعرف كل شئ يدور في البيت ، وربما تريد أن تخضع كل من في البيت لرأيها فعلى الزوجة حينئذ أن تصبر وتحتسب وتعالج الأمر – مع زوجها – بالحكمة حتى لا يترتب على تصرف يبدر منها منغصات تنغص عليها حياتها

 .
وعلى الزوج أن يناصح أمه بان لا تتدخل في كل صغيرة وكبيرة ؛ وذلك بالأسلوب الرقيق الحكيم .
واخيراً فإنني أود أن اؤكد على أمرين :
أما الاول :فعليه أن يدقق النظر في كلام كل طرف على الآخر ، ولا يمنعه بره بأمه أو إشفاقه على زوجته أن تثبت من صدق ما يدعيه كل طرف ، لأنه كثيراً ما تدفع الغيرة الأم أو الزوجة إلى المبالغة أو الكذب كي تدافع عن نفسها أو تنال من غيرها ، وكم من البيوت تهدمت وتفرق شملها بسبب استعجال الزوج بالأخذ بأقوال كاذبة صدرت من أم غيور فطلق زوجته وهي بريئة !!!
وأما الامر الثاني : فيتعلق بما ذكرته بأن مشاركتك لإخوانك في أمور الدعوة أصبحت معدومة نتيجة لمثل هذه المشكلات ، وأقول لك : احذر – من مداخل الشيطان لصرف المسلم عن طاعة الرحمن ، ولو أن كل مسلم شغلته مشكلاته الأسرية عن العمل لهذا الدين لما سار مسلم بدعوة !!
فالبيوت لا تخلو عادة من تلك الغيوم ، وتكوين البيت المسلم يحتاج من الزوج صبراً واحتساباً على مثل هذه الابتلاءات فعليه بدعاء من بيده قلوب الخلق أن يؤلف بين أمه وزوجته ولا ينسقول (( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما )) الفرقان الآية 74 .
أقوال مهمة :
من أبرز أسباب حدوث الخلافات الأسرية الغيرة التي هي من طبيعة المرأة .
لا يمنعك برك بأمك أو إشفاقك على زوجتك أن تتثبت من صدق ما يدعيه كل طرف على الآخر .
لو أن كل مسلم شغلته مشكلاته الأسرية عن العمل لهذا الدين لما سار مسلم بدعوة .


Membres