قديما قالو


lundi 14 février 2011

كيف نحافظ على أمن الأسرة؟

تعد الأسرة أكثر المؤسسات الاجتماعية تأثرا في حياة أبنائها لذا فقد جاءت التعاليم الإسلامية بالعديد من المبادئ المهمة حول المعايير والقيم الاجتماعية التي تحافظ على أمن الأسرة، ويأتي في مقدمة هذه المعايير والقيم غرس العقيدة الإسلامية في نفوس الأبناء وفي الحقيقة فإن الشريعة الإسلامية أولت الأسرة عناية خاصة وكفلت لها العديد من الحقوق الخاصة التي تتيح لأفرادها النمو بشكل سليم من جميع النواحي الحسية والاجتماعية والنفسية بشكل يتوافق مع الفطرة والطبيعة التي فطر الله الإنسان عليها وقد تجلت هذه العناية في النواحي الوقائية.
(جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إن ابني هذا – وأشار إلى ولده – يعقني.. فقال عمر للابن: أما تخاف الله في عقوق والدك؟ فإن من حق الوالد كذا فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أما للابن على والده حق؟ قال: نعم، حقه عليه أن يستنخب أمه لكيلا يكون للابن تعيير بها ويحسن اسمه، ويعلمه القرآن. فقال الابن: فوالله ما استنخب أمي إلا سندية اشتراها بأربعمائة درهم، ولا أحسن اسمي، سماني جعلا، ولا علمني من كتاب الله آية واحدة. فالتفت عمر -رضي الله عنه- إلى الأب وقال: تقول ابني يعقني، فقد عققته قبل أن يعقك، قم عني)، هذا الحديث ذكر فيه كثير من الجوانب الوقائية.
ونلخص الجانب الوقائي في عدة نقاط وهي:
- حسن اختيار الزوجة.
يقول صلى الله عليه وسلم: ) تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ( وهنا يلحظ عناية الإسلام بالأسرة إذ يهتم الإسلام بأهم أركانها وهي الزوجة التي تعد محضن الولد وصلاح الأم (الزوجة) يعد الموجه الأول لصلاح الأبناء فيما بعد، فهي السد المنيع لوقاية الأسرة من الانحراف وتمثل الصلاح للولد والسكن للزوج والأم هي الموجه للأولاد ويعول عليها كثيرا في استقامة أفراد الأسرة وبعدهم عن طريق الانحراف.
- حسن اختيار الأسماء للأبناء.
لا يكتفي الإسلام بتوجيه فائدة الأسرة للاهتمام باختيار محضن الولد وإنما يوجه الأب الأبناء أنه لا بد أن يختار اسما حسنا للابن يشعره بالفخر والاعتزاز بين أقرانه ويشعره بأنه له قيمة داخل المجتمع يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ) من حق الولد على الوالد أن يحسن أدبه ويحسن اسمه (، ومما لا شك فيه أن حسن اختيار الأسماء للأبناء يشعرهم بأهميتهم في المجتمع مما يؤدي إلى المحافظة والاستقرار داخل الأسرة عندما يشعر كل فرد من أفرادها بالسعادة والاستقرار والاطمئنان.
- حق الأبناء في الرعاية والإنفاق.
لا يريد الإسلام من الأسرة أن تخرج أجيالا من المنحرفين والضالين وإنما يوجه الأسرة إلى وجوب الإنفاق على الابن إلى أن يبلغ سنا يقدر فيها على الكسب وهذه الرعاية التي تؤدي إلى المحافظة على أمن الأسرة واستقرارها هي شرط واجب على الأب، فإذا لم يوجد الأب فإن هذه الرعاية ملزمة على الورثة على قدر ميراثهم منه ويهدف الإسلام من توفير هذه الحاجات الأساسية إلى إبعاد الأبناء عن الضياع والحاجة وأن ينمو في جو نفسي واجتماعي متوافق ويتمتعوا بنمو عقلي وجسمي سليم، وهذه العوامل الإنسانية تحمي الأسرة عن الضياع وتؤدي بعد توفيق الله سبحانه وتعالى إلى المحافظة على أمن الأسرة واستقرارها.
- حقه في التربية والتعليم.
نظرا إلى أهمية التربية في تنشئة الطفل فقد أوجبها الإسلام على الوالدين أو من يقوم مقامها قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا  (سورة التحريم آية 6).
ووقاية الابن من النار تعني صيانتهم بأن يؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق ويحفظه من قرناء السوء وكل هذا سيؤدي إلى أمن الأسرة واستقرارها فيما بعد. 
- حق العدل بينه وبين إخوانه.
حثت الشريعة الإسلامية الوالدين أو من يقوم مقامها على العدل بين الأبناء في الأمور المادية والحب والتودد لهم، فلا يحل لهما تفضيل بعض الأولاد على بعض لما يترتب على ذلك من زرع العداوة والحقد والحسد ومن هنا وجب العدل بين الأبناء في كل المعاملات يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ) اتقوا الله واعدلوا في أولادكم (.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Membres